المركز القانونى للمحاماة والاستشارات القانونية - عبد الباقى عبد الجليل المحامى
القاضى ولحظة صمت 1336579335.0e35454d6cfa05



(مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) ق الآية 18

مرحبا بك زائرنا الكريم يسعدنا التواصل معكم
المركز القانونى للمحاماة والاستشارات القانونية - عبد الباقى عبد الجليل المحامى
القاضى ولحظة صمت 1336579335.0e35454d6cfa05



(مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) ق الآية 18

مرحبا بك زائرنا الكريم يسعدنا التواصل معكم
المركز القانونى للمحاماة والاستشارات القانونية - عبد الباقى عبد الجليل المحامى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المركز القانونى للمحاماة والاستشارات القانونية - عبد الباقى عبد الجليل المحامى

منتدى اسلامى - قانونى - ثقافى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالمنشوراتالتسجيلدخول
مواضيع تهمك: فقه السنه اضغط هنا
إحذروا ... قال تعالى ( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)الآيه :18 سورة : ق

 

 القاضى ولحظة صمت

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبدالباقى12

عبدالباقى12


الجنس : ذكر
علم الدولة علم الدولة : مصرى-عاشت مصر
عدد المساهمات : 28
نقاط : 9278
السٌّمعَة : 0
تاريخ الميلاد : 22/10/1957
تاريخ التسجيل : 14/04/2012
العمر : 67
العمل/الترفيه : محام
المزاج : الحمد لله

القاضى ولحظة صمت Empty
مُساهمةموضوع: القاضى ولحظة صمت   القاضى ولحظة صمت Emptyالأربعاء 13 فبراير - 4:13



القاضى ولحظة صمت

الساعة تدق التاسعة صباح يوم الاربعاء,إنه اليوم الموعود,تنزل من التاكسى الذى استعد

للرحيل امام دار القضاء.الوجه مكفهر. تنظر امامها تجد ميزان العدل يزين جدار المبنى الشامخ

,تنظر اليه ونبض قلبها يسبق خطواطها المسرعة الى الداخل, اى مجهول ينتظرها

,تصل بخطواطها الى ردهة واسعة خيم عليها طابع الرهبة, تعلوها سحابة دخان ثقيلة الحركة

من دخان المدخنين,تسعل بشدة تضع يدها ممتلئة بمنديل على انفها, سموم الدخان

تنفذ الى صدرها,دمعت عيناها لكثرة السعال.تقف بجوار جدار, تأخذ شهيقا ببطء شديد,

تفيق على ضجيج النساء, تنظر بعينيها فترى هذا يلهث وراء محاميه واخريمشى على مهل

يسمع مايقال له من موكل وهذا وكيل ينفرد بمتقاضى يحصل منه نقودا محاولا إقناعه بأنها

دمغة تسدد بالجلسة, هؤلاء منتظرين حضور القضاة, نساء تولولن وأخريات تثرثن, تنظر

يمينا ويسارا باحثة عن محاميها تصتدم عيناها بشيخ عجوز يمسك بيديه عكازا ويمشى على

مهل اشتعلت رأسه شيبا وجه يلوح بالحسرة ,خطوات مسرعة لرجال يتمتمون,نساء افترشن

الارض ,طفل يرضع من ثدى أمه, اطفال صغاريلعبون صوت ألأم يناديهم,

هرولة هنا وهناك,عالم من الحركة عالم من السكون, عالم من القلق عالم من ألأنتظار.

هكذا وجدت نفسها تنظر الى هذا وذك,تلوح بيدها وتسأل أين ألأستاذ...؟ لاأحد يجيب

,تحدث نفسها أين أجده, بدأ القلق يدب بداخلها وتقول ليتنى أعطيته توكيلا تقف حائرة فى

امر نفسها, تمشى قليلا للأمام,ترجع ثانية للخلف,تسأل أين أجد قاضى ألأحوال الشخصية

,شخص يجيبها هناك مشيرا بإصبعه تندفع الى هناك عدوا تدخل قاعة تجد امامها

إناس لاهين فى امورهم البعض ينتظر البعض يسمع, لاتبالى مارأت, تسأل رجلا يحمل

بيده ورقة بها اسماء يناديها (إنه الحاجب) وتقول هل ناديت على إسمى يرد قائلا

"أقعدى ياست هناك" تسير للخلف وعيناها تنظر الى منصة القاضى تصتدم مؤخرتها بإحدى

الواقفات , تضرب بيديها على صدرها قائلة بصوت خافت كالهمس "يارب دى ماليش غيرها

رفضت اتجوز علشان أربيها وأعلمها فى أحسن مدرسة,يارب أستر"

تصل الى دكه ,تجلس ,ألأضطراب يملئها, الخوف يجرى بعروقها مجرى الدم. كلمات,

تمتمات خارجة من فيها لاتعيها تفيق على صوت الحاجب يقول "رفعت الجلسة "خرج من

اعماقها اسم بصوت عالى هذ كيانها قائلة "نادية "ثم اردفت قائله بصوت مبحوح متقطع

ممزوج بالحسرة "بنتى راحت منى ياناس" نطق الحاجب بصوته ألأجش "بطلى كلام ياست"

تذهب اليه مسرعة تمسك يده تقربها من فيها قائله"انا فى عرضك بنتى ضاعت منى قولى ياخويا

انا مسمعتش اسمى إيه اللى حصل" ينزع يده برفق من يدها

مرددا بصوت هادئ " بنت مين ياست الجلسة دى مافيهاش ضم اولاد" تقف السيدة والزهول

يخيم على وجهها المتبلل بالدموع, ينزلق غطاء الرأس ارضا ترفع يدها نحو السماء

صارخة"يارب" فى التو يصل الى مسامعها ألأسم الذى تبحث عنه تدقق السمع أنه هو

بالقاع المجاورة صوت الحاجب يناديها حقا إنها تسمعه بخطوات مسرعة تجد نفسها أمام إبنتها

تلف زراعيهاحولا إبنتها تعانقها تمطرها بقبلات اللهفه, دموع اللقاء تمزج الوجهين, انها غير

مبالية بكلمات الحراس التى تعيها تسمع طرقات القاضى على المنصة ترفع عيناها اليه تنصت

للهمهمات التى تقال لاتعى شيئا, القاضى ينظر ما يراه الناس ويقول للصغيرة مشاورا للأم دى

أمك تقول نعم وادار نظره الى الواقف بجوارهما قائلا وده أبوك تقول نعم يسأل ايضا عندك كام

سنه تجيب عندى 15 سنه يقول من حقك ان تختارى تكونى فى حضانة أبيك أو فى حضانة أمك,

تصرخ ألأم بصوتها المبحوح "يابيه أنا إللى ربيتها أنا ماليش غيرها مش عايزه منه نفقه معاش

ابويا يربيها" تقف البنت حائرة أبيها واقف بجوارها إنه الحنان والعطف إحتياجه فى ألأيام المقبله

أشد من ألأم ونظرت إلى أمها إنها كل شيئ فى حياتها فهل تتركها فريسة الوحده والشيخوخة هكذا

كلمت نفسها لحظة الصمت الماضيه. حيرة .نظر القاض اليهم جميعا ومحص النظر فى عين

الطفلة وقال وهو ممسكا بأوراق الدعوى بعد أن أغلقه بكلتا يديه الحكم اخر ألجلسة

تمت

مصر - فى 12-12-1985

سبق لى نشرها فى عدة منتديات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
القاضى ولحظة صمت
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المركز القانونى للمحاماة والاستشارات القانونية - عبد الباقى عبد الجليل المحامى :: الأدبية والثقافية :: القصص-
انتقل الى: