هواجس مع شبح
قرر الذهاب الى مكتب صديقه الكائن شارع الامير قدادار
– ميدان التحرير- القاهره ، دون سبب واضح جعله يقررذلك
وكان هذا على غير عادته.
وصل فى تمام الساعة السادسه من مساء ذلك اليوم ،
دلف السلم الاثرى ذو الجناحين من جهة اليمين صاعدا للطابق
الاول ليجد باب شقة المكتب مفتوح فى غير ميعاد بدء العمل ،
توجه الى باب المكتب اذ هو ايضا مفتوح ، دهش لذلك وزادت دهشته
حينما وجد اوراق مبعثرة بعفوية فى جميع انحاء الحجره تنبئ بحدوث شئ ما ،
اخذ يلملمها ويحملق فى كل واحدة منها عله يهتدى الى اى ملف تنتمى
ووقع بصره على احداها لتفردها عن بقيها قرأ كلمات رغم استغراقه فى
احداث مايجرى جعلته متأهبا لتلقى مفاجئات مثيره . كتب فى وسط سطرها
بين قوسين " مكتب الأشباح " وعى انها قصه كتبها صديقه اذ انه موهوب
بكتابة القصه القصيره دفعه الفضول لقرأتها رغم مايمر به من احداث غير طبيعيه.
كتب فى بدايتها بينما انا جالس على مكتبى فى تمام الساعه الثانية ظهرا لأقوم
بترتيب اوراق عمل اليوم وعمل الغد الذى سأعمل عليه ليلا اذ طرأت فى ذهنى
فكرة كتابة قصه عن أشباح هذا المكان وتخيلت للوهلة الاولى ان امامى احدهم
ينتعل فى قدميه حزاء لا لون له ينبت منه شعر كثيف ذو ساقين قصيرتين غليظتين
لا تظهر منهما مفصل الركبتين ، قوامه يعلو ارتفاع مكتبى بشئ يسير ذو صدر مدبب
كوتد خشبى يخرج منه شعر كأسلاك صلبيه لا سواعد له ظاهرين لا أعلم إن كان
يخفيهما ام انهما مبتورين . دميم الوجه له انف فطساء لا فتحتين لها بل فتحة واحده
كبيرة بحجم الوجه ينبعث من زفيره فحيح ثعبان الكبرى ورائحة كريهة نتنة له
عين طمست والاخرى يخرج منها سهام ناريه . رأسه مقرنه بقرن فى المنتصف .
حدد وجه بشعر كثيف تصعب معه رؤية ماذكر من ملامح يظهر من فمه
نابين سوداوين وعند هذا القول يوجد خط مائل بادئا بركزة القلم عند نقطة
النون يميل بأنحناءات لنهاية الورقه وكنب فى اخر هذا الخط كلمه تقرأ
بصعوبه لعدم وضوح المداد انه امامى الآن. بهذا فرغ من قرائه الورقه
اخذته رجفه دار بداخله علامات استفهام يسأل نفسه ماذا حدث وما هذا الخط المنحنى
هل هذه قصه من وحى خيال صديقى ام انها حقيقه عاشها هل هو الشبح
الذى تحدثنا عنه سويا مرات ومرات فى ايامناالسابقه موجود فعلا واين ذهب صديقى
اين اجده تملكه الخوف ارتعد معه كل جسده اصطكت اسنانه ما عاد يتمالك
اعصابه لايعرف ماذا يفعل شل عقله عن التفكير وبتلقائيه يرجع للخلف وعيناه
شاردتان تجاه لا شيئ انه امام فضاء لاثاث ولا حجره ادرك ما بيده انها ورقة
صديقه وبسرعة البرق تبتلع قدماه المهرولة درجات السلم هاربا ناظرا دائما
للخلف وكأن أحد يتبعه يدير وجهه امامه عند نهاية السلم وباب الخروج من الغموض
عندها ابصر صديقه واقفا كما وكأنه عملاق يسد الباب طولا وعرضا واذ به
يتضائل حتى عاد كهيئته الطبييعيه سمعه يرحب به كعادته وهو مازال شاردا
ساوره شك بأنه ليس هو اطمأنت نفسه لحظه وجده ينظر اليه لاحظ مابه من
اضطراب وشرود لمح مافى يده عندئذ ادرك السبب عانقه بشده قال له لا تخف
انها حقا من وحى خيالى بل فقط غفلت عيناى وانا اكتبها .
تمت القاهره24 /7 / 1998